بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة 03 ماي 2019

06/05/2019 11:28

عام

مستجدات الجمعية

بيان بمناسبة اليوم العالمي   لحرية الصحافة 03 ماي 2019
بيان بمناسبة اليوم العالمي   لحرية الصحافة 03 ماي 2019

بيان بمناسبة اليوم العالمي

 لحرية الصحافة 03 ماي 2019

تخلد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى جانب كل الصحفيون والصحفيات – ومعهم كل المناصرين لحرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة عبر العالم – اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1993. وقد اختارت له هذه السنة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" موضوع "الإعلام من أجل الديمقراطية: الصحافة والانتخابات في زمن التضليل الإعلامي"،للتركيز على التحديات الراهنة التي تواجهها وسائل الإعلام في فترات الانتخابات، والقدرات الكامنة في وسائل الإعلام على المساعدة في إرساء السلام والمصالحة.

ويمثل هذا اليوم مناسبة لتقييم وضعية حرية الصحافة على ضوء المعايير الدولية لحقوق الإنسان ولإثارة انتباه الحكومات والمنتظم الدولي إلى الأخطار التي تتهدد العاملين في حقل الإعلام في حرياتهم وسلامتهم البدنية وحقهم في الحياة، وكذا تسليط الضوء على سياسة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والإعلاميين.

وتحيي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هذا اليوم في سياق دولي وإقليمي يتميز ب:

§        تزايد وثيرة التهديدات بالقتل والكراهية ضد وسائل الإعلام، بعد الاغتيالات التي شملت العديد من الصحفيات والصحفيين في مختلف بقاع العالم، حيث لقي حوالي 100 صحفي وصحفية حتفهم في سنة 2018، حسب منظمة اليونسكو؛

§        استمرار مضايقة العديد من الصحفيين والصحفيات وتعريضهم للعنف أثناء تغطية المظاهرات والاحتجاجات الاجتماعية أو أثناء القيام بتحقيقات حول قضايا الفساد، وغيرها من مهامهم، وللاختفاء القسري، والاعتقال التعسفي والسجن على إثر محاكمات جائرة، فيما آخرين يظلون خلف القضبان بدون محاكمات كما هو الحال بدول المشرق العربي والخليج وإيران وليبيا؛ كل ذلك في ظل سيادة الإفلات من العقاب ، وهو ما يسهم بدوره في تكرار الجرائم.

§        تكثيف الرقابة على وسائل الإعلام وعلى شبكة الإنترنيت التي عرفت تحولات كبيرة في طرق تلقي وتبادل المعلومات وإخضاعها أحيانا لتضليل الرأي العام والهجوم على الصحفيين والنشطاء الحقوقيين والمعارضين.

وعلى المستوى الوطني، يتميز الوضع بضعف الضمانات الدستورية والقانونية الكفيلة بحماية حرية الصحافة وحق الولوج إلى المعلومة بدون قيود، وباستمرار انتهاك حرية الصحافة والمتابعات والاعتقالات والمحاكمات غير العادلة ومراقبة شبكة الأنترنيت والتجسس على الصحفيين واعتراض الاتصالات وهو ما أكده تصنيف المغرب، من طرف منظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها السنوي 2019 لمؤشر الصحافة في العالم، حيث احتفظ بنفس المرتبة لسنة 2018 وهي 135 ضمن 180 بلدا .

وقد سجلت الجمعية، ولا زالت تسجل بكثير من القلق، ما تقوم به مختلف قوى الأمن من اعتداءات فجة، وعنيفة أحيانا، في حق عشرات الصحافيين أثناء أدائهم لواجبهم المهني، مستهدفة المساس بسلامتهم الجسدية، وعرقلة ممارستهم لعملهم؛ فيما توقفت عند مواصلة السلطات سياسة الضبط والتحكم في المجال الصحفي، عبر طبخ الملفات والمتابعات القضائية، واستصدار الأحكام القاسية والعقوبات السجنية والغرامات المالية الكبيرة. واستمرار الدولة ومؤسساتها في فرض احتكارها، ووصايتها على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، رغم أن ميزانياتها تستخلص أساسا من ضرائب المواطنين، وتوظيفها لخدمة سياسات معينة، تتعارض في الغالب، مع مفاهيم ومبادئ حقوق الإنسان، ولا تخدم مصالح أوسع المواطنين؛ دون أن تفتح المجال للمنظمات الحقوقية وكافة الهيئات المعارضة لتلك السياسات، أو المدافعة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، للاستفادة من خدمات وسائل الإعلام العمومية، من أجل تبليغ تصوراتها وشرح مواقفها.

وهكذا تابعت الجمعية خلال الأشهر الماضية:

§        أطوار محاكمة الصحفي حميد المهداوي وباقي الصحفيين المعتقلين تعسفا على خلفية التعبير عن رأيهم فيما يخص حراك الريف السلمي، حيث أصدرت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء حكمها بثلاث سنوات سجنا نافذا ضد الصحفي حميد المهداوي عقب محاكمة سياسية تفتقد لشروط المحاكمة العادلة؛

§        محاكمة الصحفي توفيق بوعشرين وادانته بالسجن لمدة 12 سنة بعد سلسلة ماراطونية من الجلسات، غابت عنها معايير المحاكمة العادلة،وأصدر بخصوص ملفه فريق العمل الأممي المعني بالاعتقال التعسفي رأيه، معتبرا اعتقاله تعسفيا مطالبا "بإطلاق سراحه" و"جبر ضرر" و"فتح تحقيق في ما تعرض له من انتهاكات لحقوقه وحرياته التي استهدفه كصحفي"؛

§        المضايقات والاستنطاقات والمحاكمات التي تعرض لها عدد من الصحفيين المواطنين والناشطين الإلكترونيين بسبب تعليقاتهم والتعبير عن آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي؛

§        متابعة أطوار محاكمة المعطي منجب رئيس الجمعية المغربية للصحافة الاستقصائية ورفاقه ومسلسل التأجيلات المستمرة للجلسات، ومجموعة من الصحفيين والنشطاء الرقميين بتهم خطيرة، من قبيل المس بسلامة أمن الدولة الداخلي، وزعزعة النظام العام، والإشادة بالإرهاب؛

§        محاكمة الصحافيين الأربعة عبد الحق بلشكر، محمد أحداد، عبد الإله سخير وكوثر زكي بتهم تتعلق بنشر معلومات تتعلق بلجنة تقصي الحقائق للمجلس المستشارين حول صناديق التقاعد وإفشاء سر مهني، حيث أصدرت المحكمة حكما جائرا يقضي بإدانتهم بستة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة عشرة آلاف درهم لكل واحد منهم، هذا في اللحظة التي تم فيها اعتماد القانون 13-31 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات؛

 

لذلك، فإن المكتب المركزي، للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إذ يهنئ نساء ورجال الإعلام بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، ويحيي كافة الصحافيات والصحافيين، في المغرب وعبر العالم، الذين يدافعون عن حرية الكلمة، وينتصرون للحق في الولوج المباشر والموثوق إلى الخبر والمعلومات، ويناصرون حقوق الإنسان وحقوق الشعوب، فإنه:

§        يعلن تضامنه مع كل الصحفيين والصحفيات، الذين مستهم الاعتقالات التعسفية والمتابعات والاستنطاقات والتضييقات؛ ويطالب بإطلاق سراحهم بدون شروط، وإلغاء المتابعات الجارية ضدهم، والأحكام الجائرة الصادرة في حق البعض منهم؛

§        يثمن جهود الصحافيات والصحافيين، الذين يقومون بتغطية ونقل أخبار الحركة الحقوقية وباقي الحركات الاحتجاجية تنويرا للرأي العام؛ مع تجديد مطالبته بتمكين الصحفيين والصحفيات من الحق في الولوج إلى المعلومة في إطار حماية المصادر، وحمايتهم من الاعتداءات، والنهوض بأوضاعهم المهنية، وتمكينهم من كامل حقوقهم بما فيها الاقتصادية والاجتماعية؛

§        يدعو إلى وضع حد للاعتداء على حرية الصحافة وحقوق الصحافيات والصحافيين، ولإفلات المعتدين على نساء ورجال الإعلام من العقاب؛

§        يطالب بمراجعة السياسات والقوانين المتعلقة بالصحافة والنشر قصد ملائمتها مع التزامات وتعهدات المغرب بموجب المواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، وإلغاء كل مقتضيات القانون الجنائي السالبة للحرية وكل المقتضيات التي تمنع الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام من أداء مهامهم باسقلال وبدون ضغوط؛

§        يلح على وجوب جعل الصحافة، وعلى رأسها وسائل الإعلام العمومية، في خدمة قيم حقوق الإنسان والتربية عليها، وقضايا المواطنات والمواطنين، ومناهضة الكراهية والعنصرية والعنف، وفتح المجال أمام كل الهيئات والمشارب الفكرية والسياسية والثقافية للتعبير عن آرائها والاستفادة من خدمات الإعلام العمومي.

 

المكتب المركزي

الرباط، في 02 ماي 2019



المزيد حول عام عودة